موضوع مختصر عن شخصية تاريخية عظيمة تسمى صيفاقس (Syphax)
صيفاقس سيفاكس أو سفك كما يسميه ابن خلدون، هو من أوائل ملوك البربر الذين عاشوا في القرن الثالث قبل الميلاد. قام بتوحيد البربر سنة 220 ق م ضمن مملكة واحدة شاسعة هي مملكة نوميديا الغربية “مازيسولا” و عاصمتها سيكا. وانتقل سيفاكس بفضل حنكته وطموحه من قائد قبلي إلى ملك يحكم منطقة تمتد من نهر ملوية غربا إلى النهر الكبير شرقا وهي حاليا الجزائر الغربية.عرف صيفاكس بتعصبه لبني جنسه من البربر وحبه لوطنه ومعاداته لكل معتد غاز. وبذلك عرف في البداية بمعاداته للقرطاجيين متمسكا بمبدأ “ إفريقيا للأفارقة ”. لكنه كان في نفس الوقت في صراع مع مملكة نوميديا الشرقية “ماسيلا” و ملكها ماسينيسا فكيف كانت حكايته ؟
• مقاومة سيفاقص و تحالفه مع القرطاجيين ، و تحالف ماسينيسا مع الرومانيين
كانت وقتها الحرب قد اشتدت بين الرومان والقرطاجنيين،عندها عمل القرطاجيون على تجنب مواجهة صيفاقس ليكون سندا و في صالحها في حروبها الطويلة الأمد ضد عدوها اللدود.
في البداية تدخل الملك صيفاقس للصلح بين الطرفين ، ولكن المملكة الرومانية كانت متعنتة في مواقفها المعادية للقرطاجنيين. حينها انحاز سيفاقس إلى قرطاجنة وتزوج بالجميلة “صوفونيسبا” الفينيقية الحسناء . و هكذا صار سيفاقس داعما و مواليا للقوات القرطاجنية بعد أن علم بنوايا روما الاستعمارية وأطماعها في شمال أفريقيا.
عندما علمت روما بتحالف سيفاقص مع القرطاجنيين إلتجأت إلى ماسينيسا فأغرته بامتيازات عدة تتمثل في غرامات مالية والسماح له بالتوسع في أراضي القرطاجنيين التي سيحصل عليها بمجرد القضاء على منافسه صيفاقس والتحالف مع الرومان للقضاء على القوات القرطاجنية.
وهكذا استطاع ماسينيسا” أن يهزم صيفاقس ؛ ثم مكّن الرومان من الانتصار على أمهر جنرال عرفه التاريخ القديم، ألا وهو حنبعل القرطاجي؛ وذلك في معركة زامّا الشهيرة، سنة202 ق.م.
ضريح الملك سيفاقص
ضريح الملك سيفاقص بعين تموشنت التي اتخذها عاصمة له يحتوي على مقبرة جماعية لعائلته توفي الملك سنة 203ق.م على يد الرومان و الملك ماسينيسا