من قناة وثائقية أحداث وحقائق روايات
من أجل التفتيش واستكشاف أي موضوع، يتوجب في البداية تعريف الموضوع المبحوث عنه في جميع الثقافات والحضارات المتنوعة، بالإضافة إلى دراسة التشريعات المختلفة، واكتساب فهم شامل له قبل البدء في استنتاجاتنا ومقارناتنا وإصدار الأحكام.
قد تم تجميع معظم النصوص القديمة في مختلف الحضارات للاتفاق على أن "قاف" هو جبل عظيم يحيط بالأرض. يتألف هذا الجبل من زبرجد أخضر، وهناك آراء مختلفة بأن السماء تعلوه. يبلغ ارتفاعه أكثر من مسافة خمسمائة عام، ويُقال إن الله خلق جبلًا خلفه لسماء أخرى، وهكذا استمر الأمر حتى خلق سبعة جبال لسبع سماوات على سبعة مناطق من الأرض، وبحار وجبال.
في تفسيره، ذكر القرطبي - رحمه الله - أن معنى "قاف" مختلف. قال ابن زيد وعكرمة والضحاك أنه يمثل جبلًا محيطًا بالأرض، مصنوعًا من زمرد خضراء، وأن السماء مستندة إليه ومسنودة عليه. وتوقف النص عند تصوير الجبل بأنه مصدر للزمرد الذي يتساقط منه ويمسك به السماء.
وهناك رواية عن الصحابي الجليل وهب بن منبه، حيث قال إن ذو القرنين رآى جبالًا صغيرة تحت جبل "قاف"، وعند سؤاله عنها، أجاب أنها عروقه، وأن كل مدينة في العالم تحمل عرقًا من هذا الجبل، ويمكن لله أن يزلزل مدينة عن طريق تحريك عرق من عروق هذا الجبل.
تدعي رواية أخرى في كتاب "عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات" للقزويني أن "قاف" هو جبل محيط بالأرض، مصنوع من زبرجد أخضر، ولون السماء مستمد منه. ويرتبط بمَلَك يتولى حمايته، ولا يعرف أحد ما يحدث خلفه.
في كتاب "خريدة العجائب وفريدة الغرائب" لابن الوردي، يتم الإشارة إلى وجود أرض بيضاء كالفضة وراء جبل "ق"، مأهولة بملائكة يشدّون إلى العرش. لا يعرف أحد هويتهم، سواء من الملائكة أو من بين البشر.
ومع ذلك، هناك رواية مشبوهة نسبت إلى ابن عباس، ليس لها سند موثوق.
وفي النهاية، هناك تساؤلات حول معنى "قاف" في القرآن. تفسيرها بدون دليل صحيح يعد خطأ كبيرًا. ومن المهم أن نفهم أن التفسيرات الغير مستندة إلى دليل قوي تعتبر مجرد افتراضات.
بعض العلماء، مثل ابن كثير، قد شككوا في هذه النظريات، واعتبروها خرافات من بني إسرائيل. ومع ذلك، يُنصح بالترويج للأفكار بحذر دون تجاوز الحدود والإشارة إلى الشكوك المحيطة بها. وهذا هو السبيل الأمثل لتقديم الرؤى والآراء دون تزييف الحقائق.
