لماذا يتحفظ الرجل في مجتمعنا على الزواج بالمطلقات والارامل والكبيرات في السن؟!
بل لا يرغب فيهن حتى للتعدد!
مع انه ليس بالضرورة أن يكون للمرأة ذنب أو جريمة فيما تعانيه
بل قد تكون هي ضحية مجتمعها سواء بالتطليق والترمل أو التعنّس
أولم يتزوج نبينا عليه الصلاة والسلام بالكبيرة والارملة والمطلقة ومن بعده الصحابة وسائر السلف الصالح!
في الجاهلية كانت تسود المروؤة والأنفة وكان الرجل لا يجد بأسا بالزواج او التعدد من تلك الفئة
لماذا المسلم اليوم لا أقول العامي بل السلفي إذا اراد التعدد ارادها بكرا صغيرة!
ويحشد لرغبته الأحاديث والاقوال والفعال!
و نحجر على المرأة اختيارها لرجل أعزب لا معدد ولا مطلق ولا أرمل!
فيقول من حقّه فقد رغّب نبينا في الزواج بالبكر لأمور كثيرة وأن تعدده بالارملة والمطلقة كان في فترة كثرت فيه الحروب مع تداخل الاهداف الدعوية
ان نبينا عليه الصلاة والسلام الذي هو قدوتنا تزوج أمنا خديجة رضي الله عنها وقد كانت أرملة تكبره بعدة سنين وكان وفيّا لحبها لدرجة أن أمنا عائشة رضي الله عنها كانت تغار منها وهي ميتة! تزوّجها قبل بعثته!
أليس من المجحف أن نحاول اصلاح المرأة بعيداً عن اصلاح الرجل!
فالكثير من اعوجاجها كان منه !
فتغيّر مفهوم الزواج عند المرأة لم يكن بمنأى عن تغيره لدى الرجل فوراء كل خالتي بوعلام انّوش يراها مثل حجر العقيق!
وتوظيف الخطاب الديني يجب أن يكون بذكاء وإنصاف خاصة مع انتشار الافكار الغربية الهدامة استهدافها الفطرة السليمة للمراة المسلمة
فتصحيحنا لمفهوم الزواج لدى المرأة يجب ان يصاحبه تصحيحا آخر لدى الرجل
لأن اللوثة الغربية مسّت الجنسين ومسخت أذواقهم في الزواج بمفاهيم خارج الشريعة وأهدافها في تكوين مجتمع مسلم يعرف كل فرد منه سبب وجوده في الحياة
فلو أدرك الرجل الغاية من الزواج خارج تفريغ الشهوة والعفاف والذرية لكانت نظرته ستتغيّر نحو المطلقة والأرملة والكبيرة !
ولبادر في اعفاف هذه الفئة سواء بالافراد او التعدد الذي أصبح يخافه أكثر من المرأة نفسها ، فمراعاة حق الرجل في اختيار ما يسدّ حاجاته ورغباته لا يثنينا عن تذكيره بمقاصد أخرى للزواج تخدم مجتمعه ودنياه وآخرته ويحفظ بها كرامة أخواته وعفّتهن ودينهن خاصّة أن المجال عنده أوسع مما هو عند المرأة
والأهم الاخلاص لله في ذلك ليكون له الاجر والثواب في الآخرة
بدل الخطاب الأحادي الذي غضّ الطرف كثيراً عن اعوجاج الرجل وكرّس فيه الفساد و ظنّ أنه منزّه عن النقد والعقاب
--
المصدر : ش.حورية