تُعدِّل جوجل طريقة عمل الملفات المشتركة على خدمة التخزين الخاصة بها، درايف (Drive). تجعل القواعد الجديدة نشر المستندات الحساسة بشكل غير مُراقب أكثر صعوبة. ويشمل هذا التشديد كلاً من الأفراد والشركات على حد سواء.
أصبحت خدمات التخزين عبر الإنترنت ضرورية في العمل والحياة الشخصية. إنها تسمح بمشاركة ملف أو مجلد بسرعة، ولكن هذه البساطة تحمل مخاطر. في العديد من الحالات الأخيرة، أدت أخطاء بشرية بسيطة إلى نشر بيانات حساسة على الإنترنت. فقد كشفت قاعدة بيانات سيئة التهيئة عن معلومات لأكثر من 100 مليون أمريكي، بينما كشف إعداد خاطئ على جوجل درايف عن طريق الخطأ ما يقرب من مليون حساب مرتبط باستوديو ألعاب ياباني. تذكرنا هذه الحوادث بأن أدنى إهمال يمكن أن تكون له عواقب وخيمة.
قررت جوجل تعزيز أمان خدمة درايف الخاصة بها من خلال تعديل خيارات المشاركة. وتوضح الشركة أن بعض الإعدادات كانت متساهلة للغاية ويمكن أن تسهل نشر الملفات السرية. الآن، حتى الأشخاص الذين لديهم حقوق التحرير لا يمكنهم تلقائيًا تنزيل أو طباعة مستند مصنَّف على أنه حساس. إذن المالك إلزامي، مما يحد من تداول المحتوى خارج الإطار المخطط له.
يسير هذا التغيير أيضًا جنبًا إلى جنب مع دمج أدوات إدارة الهوية والوصول. بفضل هذه الوظائف، يمكن للمسؤولين تتبع من يشارك ماذا ومتى بشكل أكثر دقة. توفر عمليات التدقيق التلقائية هذه تحكمًا أفضل في عمليات التبادل، خاصة في المؤسسات التي يتعامل فيها العديد من الموظفين مع مستندات حساسة. الهدف هو الحد قدر الإمكان من المخاطر المرتبطة بالأخطاء البشرية أو التلاعبات السريعة جدًا.
يتم نشر تحديث درايف تدريجياً ويشمل كلاً من الحسابات المهنية والشخصية. سيتعين على المستخدمين التعود على واجهة تمنحهم حرية أقل ولكن أمانًا أكبر. في سياق تتزايد فيه الهجمات الإلكترونية وحيث تفرض اللوائح مثل (اللائحة العامة لحماية البيانات) GDPR ضمانات صارمة، يمكن لهذا التطور أن يسهل اعتماد هذه الخدمة في البيئات المهنية. والأهم من ذلك، أنه يمثل نقطة تحول للشركة، التي تسعى إلى تحقيق التوازن بين سهولة الاستخدام والحماية المعززة.