نسبه ومولده
هو عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن كعب التيمي القرشي، وُلد في مكة سنة 573م بعد عام الفيل بعامين ونصف. نشأ في بيت شريف في قريش وعرف بالصدق والأمانة، وكان تاجرًا ناجحًا قبل الإسلام.
عائلته
كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه متزوجًا من :
- قتيلة بنت عبد العزى: أنجبت له عبد الله وأسماء.
- أم رومان: وهي والدة عبد الرحمن وعائشة زوجة النبي صلى الله عليه وسلم.
- أسماء بنت عميس: تزوجها بعد استشهاد زوجها جعفر بن أبي طالب.
- حبيبة بنت خارجة: أنجبت له أم كلثوم بعد وفاته.
إسلامه
كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه أول من أسلم من الرجال، وذلك بعد دعوة النبي صلى الله عليه وسلم مباشرةً. كان له دور عظيم في نشر الدعوة الإسلامية، فأسلم على يديه العديد من كبار الصحابة مثل عثمان بن عفان، وعبد الرحمن بن عوف، والزبير بن العوام.
مواقفه في حياة النبي صلى الله عليه وسلم
- الهجرة إلى المدينة: عندما أذن الله للنبي صلى الله عليه وسلم بالهجرة، كان أبو بكر رفيقه في الغار، وقد ورد ذكره في القرآن الكريم في قوله تعالى:
إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا
(التوبة: 40). - معركة بدر: شارك فيها بكل شجاعة وكان من أقرب الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم أثناء القتال.
- الصلح والفتوحات: كان أحد كبار مستشاري النبي صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية.
أشهر أقوال أبي بكر الصديق رضي الله عنه
- "أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإن عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم".
- "إن أقواكم عندي الضعيف حتى آخذ له بحقه، وإن أضعفكم عندي القوي حتى آخذ منه الحق".
- "احرص على الموت توهب لك الحياة".
- "لا خير في خير بعده نار، ولا شر في شر بعده الجنة".
مبايعته خليفة للمسلمين
بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم سنة 11 هـ (632م)، اجتمع الصحابة في سقيفة بني ساعدة واختاروا أبا بكر الصديق خليفة للمسلمين بعد جدال ونقاش طويل. كان أول من خطب في الناس قائلاً: "أيها الناس، إني وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني".
حروب الردة
بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، ارتدت بعض القبائل عن الإسلام وادعى بعض الأشخاص النبوة مثل مسيلمة الكذاب. قاد أبو بكر الصديق حروب الردة بحزم، وأرسل الجيوش بقيادة خالد بن الوليد، واستطاع القضاء على التمرد وتثبيت أركان الدولة الإسلامية.
جمع القرآن الكريم
بعد استشهاد عدد كبير من الحُفاظ في معركة اليمامة سنة 12 هـ، أمر أبو بكر بجمع القرآن الكريم في مصحف واحد، وهي أعظم إنجازاته، وقد تولى زيد بن ثابت هذه المهمة.
الفتوحات الإسلامية
أرسل أبو بكر الجيوش إلى بلاد الشام والعراق لفتحها، فحقق المسلمون انتصارات عظيمة في معارك مثل معركة أليس والأنبار، مهدت لفتح فارس والروم.
وفاته
توفي أبو بكر الصديق رضي الله عنه في 22 جمادى الآخرة سنة 13 هـ (634م) عن عمر 63 عامًا، ودفن بجانب النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة، وخلف بعده الخلافة الصحابي الجليل عمر ابن الخطاب.
الخاتمة
كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه قائدًا حكيمًا وأعظم خليفة في الإسلام بعد النبي صلى الله عليه وسلم. حفظ الإسلام في أصعب أوقاته، وترك إرثًا خالدًا من الحكم العادل والسياسة الرشيدة.
المصادر
- ابن كثير، "البداية والنهاية".
- الطبري، "تاريخ الرسل والملوك".
- ابن هشام، "السيرة النبوية".
- الذهبي، "سير أعلام النبلاء".