تعد سقيفة بني ساعدة أحد أهم الأحداث في التاريخ الإسلامي، حيث اجتمع فيها الصحابة بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم لمناقشة مسألة الخلافة. كان لهذا الاجتماع تأثير عميق على مسار الأمة الإسلامية، إذ تم فيه اختيار أبي بكر الصديق رضي الله عنه كأول خليفة للمسلمين.
![]() |
Saqifah-Bani-Saida |
مكان السقيفة وأصل تسميتها
كانت سقيفة بني ساعدة عبارة عن مظلة أو بناء مسقوف يقع في المدينة المنورة، وكان يستخدمه بنو ساعدة من الخزرج للاجتماعات والتشاور في أمورهم. ومن هنا جاءت تسميتها "سقيفة بني ساعدة" نسبة إلى القبيلة التي كانت تستخدمها. كان موقعها قريبًا من المسجد النبوي، مما جعلها مكانًا مناسبًا لاجتماع الصحابة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.
الظروف التي أدت إلى اجتماع السقيفة
بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في 12 ربيع الأول من العام 11 هـ، واجه المسلمون فراغًا سياسيًا كبيرًا. وبينما كان علي بن أبي طالب وبعض الصحابة منشغلين بتجهيز النبي صلى الله عليه وسلم للدفن، اجتمع الأنصار في سقيفة بني ساعدة لاختيار زعيم من بينهم.
اجتماع الأنصار في السقيفة
اجتمع الأنصار في السقيفة وطرحوا اسم سعد بن عبادة زعيم الخزرج ليكون خليفة. رأى الأنصار أنهم الأحق بالخلافة لأنهم حموا النبي صلى الله عليه وسلم ونصروا الإسلام.
وصول المهاجرين إلى السقيفة
عندما علم عمر بن الخطاب وأبو بكر الصديق رضي الله عنهما بالاجتماع، أسرعا إلى السقيفة بصحبة أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه. ألقى أبو بكر خطبة بين فيها فضل المهاجرين ودورهم في الإسلام، وذكر أن العرب لن تقبل خليفة إلا من قريش.
مبايعة أبي بكر الصديق
بعد نقاش طويل، قال عمر بن الخطاب: "ابسط يدك يا أبا بكر لأبايعك". فبايعه عمر ثم تبعه أبو عبيدة بن الجراح، وبعدها بايع معظم الحاضرين. وفي اليوم التالي تمت البيعة العامة في المسجد.
أثر السقيفة على الأمة الإسلامية
كان اجتماع السقيفة لحظة فارقة في التاريخ الإسلامي، إذ حفظ وحدة المسلمين ومنع الفتنة في وقت حرج. كما أرست هذه البيعة مبدأ الشورى في اختيار الخليفة.
الخاتمة
كانت سقيفة بني ساعدة حدثًا حاسمًا أدى إلى استقرار الدولة الإسلامية وتوحيد الصفوف خلف قيادة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، مما مهد الطريق لازدهار الإسلام وانتشاره.