إنفجار بيروت - ما قصة شحنة نترات الامونيوم - كيف وصلت الى المرفأ - و لماذا بقيت مخزنة هناك لمدة 6 سنوات
قنبلة كان يمشي و يعيش اللبنانيون بجانبها لمدة 6 سنوات، قبل ان تحول بيروت الى جحيم ، راح ضحيتها ما يقارب 200 قتيل و آلاف الجرحى ،و العديد من المفقودين .
فكيف وصلت "نترات الموت" الى بيروت ؟
السفينة التي حملت تلك الشحنة الهائلة من نترات الامونيوم تدعى "روزس"، كان قد استأجرها رجل روسي مقيم في قبرص يدعى "ايغور جريشوكين" لنقل الشحنة التي تزن 2750 طن من نترات الامونيوم الى ميناء بيرا في الموزنبيق مقابل مبلغ مليون دولار يدفعه بنك موزنبيق الدولي،الذي اشترى الشحنة لصالح احد شركات تصنيع المتفجرات..
رحلة سفينة "روزس" بدأت في 23 ايول/سبتمبر 2013 و على متنها الشحنة متجهة من ميناء "باتومي" في جورجيا الى ميناء "بيرا" في الموزنبيق غير أن السفينة واجهت مشاكل عديدة بعد إبحارها مباشرة كان أولها تمرد طاقمها بسبب أجور غير مدفوعة.
و لحل المشكلة انضم اليها القبطان "بوركوشيف " في تركيا وطاقمه كبديل عن الطاقم المتمرد ، غير ان هذا القبطان سرعان ما فوجئ بمشكلة أخرى و هي أن صاحب الشحنة الروسي "أيغور جريشوكين" لا يملك المال الكافي لدفع ثمن المرور عبر قناة السويس .
حينها رجل الاعمال الروسي طلب من القبطان الذهاب الى بيروت لكسب بعض المال عن طريق نقل شحنة إضافية من الالات الثقيلة، لتغير السفينة مسارها و تتجه نحو مرفا بيروت .حينها بدا العد التنازلي للكارثة بعدما رست السفينة على مرفأ بيروت.في 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2013 .
لماذا تم احتجاز السفينة و الشحنة في مرفأ بيروت ؟
السلطات اللبنانية اكتشفت أن السفينة غير صالحة للابحار، كما تم احتجازها لعدم دفعها رسوم الرسو في الميناء، و المثير للدهشة وفقا للبعض أن هذه السفينة المستأجرة يتراوح عمرها ما بين 30 و 40 سنة ، و رجل الاعمال الروسي اختفى حينما اتصل به طاقم السفينة و اخبروه بما حصل ،و لم يعد حينها بالامكان الاتصال به من اجل الحصول على الوقود و الغذاء بعدما تم احتجاز السفينة.ومما زاد ازمة الطاقم ان السلطات اللبنانية اجبرتهم على البقاء في السفينة حتى تحل مشكلتهم.
و الغريب في الامر ان السلطات اللبنانية لم تبدي قلقها بشأن الشحنة المحتجزة من الامونيوم بقدر ما كانت مهتمة بالرسوم التي لم تدفع .
و بعد جولات من قبطان السفينة الذي حاول كثيرا حل المشكلة و توظيف محامين ، عاد بعدها المستثمر الروسي للظهور و اكتفى بارجاع قبطان السفينة الى بلاده . و تم اطلاق سراح طاقم السفينة المحتجزة لاسباب إنسانية من طرف قاضي لبناني في عام 2014.
و غرقت السفينة في مرفا بيروت عامي 2015 و 2016
تخزين شحنة الامونيوم
في عام 2014 قامت السلطات اللبنانية بمصادرة شحنة الامونيوم و تخزينها في مستودع رقم 12 بالمرفأ الذي رست به السفينة.
و اكدت بعض الوثائق التي صدرت من مدير مرفأ بيروت "حسن قرطيم" وكذا المدير السابق للجمارك "جمال مرعي" ،إضافة الى المدير الحالي "بدري ظاهر "، أرسلوا خطابات عديدة لقاضي الامور المستعجلة تعود تواريخها ما بين 2014 و 2017 يطالبون من خلالها تحديد مصير شحنة نترات الامونيوم المخزنة بالمرفأ، و ذلك بعد أن رفض الجيش اللبناني شراء هذه الشحنة.
إلا ان المختصين في القانون قالوا ان القاضي الذي لجأت اليه سلطات المرفأ في حل هذه المشكلة ليست من اختصاصه هذه الامور.و بعد مراسلات وعدم مبالات من المسؤولين و اصحاب القرار ، بقيت الشحنة في المرفأ لمدة 6 سنوات مخزنة في ضروف سيئة.
و الاعجب من ذلك انه في فيبراير من عام 2020 دخل فريق مختص الى المستودع رقم 12 لمعاينة نترات الامونيوم،و حذروا حينها انه اذا لم تنقل هذه الشحنة سريعا ستفجر بيروت كلها، لكن الشحنة ضلت هناك الى ان انفجرت في يوم 06-08-2020 مساءا .