مختصر قصة سفينة نوح -مكوناتها -و أين رست -والطوفان العظيم الذي غير وجه الارض

 الطوفان العظيم ، القصة الاشهر في العالم والتي تخفي الى الان لغزا واحدا نحاول معرفة حقيقته ، فالطوفان غيرَ وجه الارض الى الحسن ، ولكن السفينة التي أنقذت البشرية اختفت من دون اي أثر ملموس عن المكان الذي رست فيه منذ آلاف السنين، أو المكان المتواجدة فيه الان ، و السؤال المطروح : هل ما يقال عن السفينة واكتشاف مكانها صحيح ؟ لهذا اخترنا لكم هذا الموضوع الكتابي 

من قناة" AL HASHIM - حسن هاشم " المختصة في كشف الاسرار و الغموض.و الذي سنتطرق الى النقاط التالية : 

- الطوفان العظيم في الحضارات 

- المواد المصنوعة منها السفينة و شكل هيكلها ؟

- مسار السفينة و أين رست ؟

- موقعها اللغز و ما تنشره المواقع العالمية اليوم عن هذا الموضوع .

الطوفان العظيم في الحضارات 

تتداول الاجيال منذ قِدم الزمان قصة الطوفان،إلا أن ما لا يعرفه البعض أن القصة التي نعرفها من الكتب السماوية قد تحدثت عنها حضارات قديمة أيضا ، و لكن بصيغ و اسماء مختلفة .

إلا أن جميع القصص أجمعت على أن الطوفان أهلك العالم، و سفينة واحدة أنقذت البشرية و ما تبقى من كائنات حية و بعدها رست على جبل.هذا الجبل الذي مازالت هويته مجهولة وبات اللغز الابرز !،

فبحسب القرآن الكريم و كل الكتب السماوية ، تحمل قصة الطوفان بين طياتها عبرة أساسية ، و هي عبرة أخلاقية تتعلق بغضب الله عز و جل من الفساد الذي طغى في الارض و كعقاب للبشرية،أنزل عليهم الطوفان العظيم ليكون عبرة للاجيال القادمة.

و لهذا أمر الله النبي نوح عليه السلام ببناء قارب كبير لانقاذ زوج من كل كائن حي و اهل بيته ما عدا زوجته وابنه الذَين كانا كافرَين، و قد جاء في الاية الكريمة : " فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ ۙ فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ ۖ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا ۖ إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ " - المؤمنون الاية 27 

تختلف تفاصيل القصة و الاسماء في الحضارات الاخرى لاسيما الحضارة البابلية أو ملحمة جلجامش ، فحسب هذه الحضارات ذاقت الآلهة ضرعا من الضجيج الهائل، فقررت إهلاك البشرية و الكائنات الحية بشكل مريب للتخفيف من هذا الضجيج.

تفاصيل القصة ليست الشيء الوحيد المختلف بين الحضارات بل شكل السفينة و المواد المصنوعة منها !. فقد كان شكل السفينة موقع جدل بين العلماء و الباحثين لا سيما مع اختلاف وصفه من حضارة الى اخرى.

- المواد المصنوعة منها و شكل هيكلها ؟

البداية مع الدين الاسلامي الحنيف، قال الله تعالى "أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا .." إذن جاء وصفها على أنها فُلك ، و الفلك هو شكل وعائي الذي يشبه شكل قوارب النجاة و الذي يذكرنا بقوارب الفلوكة الدائرية التي اشتهرت بها حضارات ما بين الرافيدن .

و عن المواد المصنوعة منها : قال تعالى "وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ " فالالواح يقصد بها الالواح الخشبية ، اما الدسر فهي مسامير معدنية و لكن البحارة العرب في القرون الوسطى استبدلو الدسر المعدنية بحبال تربط أجزاء السفينة حتى يتسنى لراكبيها إصلاحها بكل سهولة ، كون المسامير المعدنية تصدؤ بسهولة و يصعب جدا إصلالحها خاصة إذا كانت السفينة مبحرة ولذلك أصبحت الحبال التي توضع مكان الدسر المعدنية تسمى أيضا دسرا ! حتى ذهب بعض المفسرين على ان دسر السفينة هي حبالها .

هذا الوصف لشكل السفينة  يشبه الى حد كبير الوصف الذي وجده علماء الاثار على الالواح الحجرية و الطينية التي تعود الى الحضارة القديمة ،كالبابلية .

ففي عام 1948 عثر ضابط بريطاني على لوح طيني مثير للاهتمام ، خلال تواجده في الشرق الاوسط ، و المفارقة أن قيمة اللوح الصغير لم تعرف على الاطلاق الا بعد 40 عاما بالصدفة ، بعد أن قرر إبنه أخذ اللوح الى المتحف البريطاني ليتبين بعد دراسة اللوح الذي يعود عمره الى أكثر من 4 آلاف سنة، أن الكتابة المسمارية التي عليه تتناول شكل قارب كبير و قصة طوفان عظيم .و بحسب اللوح يدور الحوار بين إله البابليين و بين بطل الرواية " أترا هاسيس ".اذ يطلب " ما يعتبره البابلويون إلهاََ لهم " من "أترا " أن يهدم منزله و يبني قاربا على شكل دائري ، و الملفت أن اللوح الحجري يتناول بالتفصيل مكونات القارب و أبعاده و التي كانت منها أيضا بعض الخشب و الألياف النباتية كالقصب و الحبال.

و لكن هذا التشابه الذي نجده بين القصتين لا نجده في ثقافة الجلجامش او التورات ، ففي ثقافة الجلجامش القارب على شكل ناطحة سحاب ، إذ أثار استغراب العلماء، إذ تساءلوا أن القارب على شكل ناطحة سحاب مربعة و مليء بالحيوانات ألا يكون مصيره الغرق ؟؟

أما في التورات فقد طلب من نوح صناعة تابوت ضخم وان يطليه بالقار او القطران ،كي لا تتسرب إليه المياه ، ما يشير على أن شكل القارب كان على شكل طولي، هذه النقطة الجدلية المتعلقة بشكل او المواد المستخدمة لصنع القارب بررها البعض بالتالي : 

إن الحضارات القديمة كانت تتناقل القصص الشهيرة شفهيا في بادئ الامر ، و من ثم عن طريق النحت على الالواح الطينية و الحجرية ، لذلك يعتبر البعض ان ضياع هذه الالواح أو تلفها أو اعادة كتابتها مرة بعد أخرى لتناقلها قد يؤدي الى تحريف بعض المعلومات أو تغيرها من دون قصد.

- مسار السفينة و أين رست ؟

شكل القارب ليس الشي الوحيد الذي حير العلماء فقد تساءل الكثيرون عن مسار السفينة و المكان الذي رست فيه و قد كان هناك عدة أجوبة ، ابرزها ما طرحه الباحث المصري في إحدى الجامعات السعودية ، الدكتور محمد البسطويسي حيث قال " إن الطوفان إنطلق من شمال اليمن و انتهى في بلاد الشام و مر بالاراضي السعودية ، و قد استند في بحثه إلى آيات من القرآن الكريم و الدراسات الهيدرولوجية ، إضافة الى استخدام تقنية الاستشعار عن بعد عن طريق تحليل صور الاقمار الصناعية .

و لفت إلى ان نقطة البداية للاستدلال على مكان الطوفان ، تناول في البحث عن التنور او البركان الذي ورد ذكره في القرآن الكريم.

و هنا يطرح السؤال الجدلي : أين رست سفينة نوح و اين موقعها اليوم ؟، الاجوبة متعددة :-

- أولا : حدد القرآن الكريم المكان الذي رست فيه السفينة إذ يقول الله تعالى : " وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ ۖ وَقِيلَ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ " -هود الاية 44 

اختلف المفسرون حول موقع جبل الجودي ، فالبعض قال إنه جبل في منطقة الموصل العراقية ،في حين اعتبر البعض أنه في تركيا أو في مدينة مكة المكرمة في السعودية .

- ثانيا : شدد الباحث و المؤرخ الدكتور فهد المعطاني الهدلي ، على أن السفينة رست على جبل الجودي في مكة الكرمة و ليس على جبل أرارات بتركيا كما يعتقد، وعلى حد تعبيره إن كلمة جبل أرارات تعني باللغة اللغة السريانية جبل السخط و اللعنة ،و باللغة الارمينية جبل النار، و لا يمكن أن يكون لسفينة نوح عليه السلام أن تكون رست على جبل أرارات ، و قد قال الله تعالى على لسان نوح عليه السلام " وَقُل رَّبِّ أَنزِلْنِى مُنزَلًا مُّبَارَكًا وَأَنتَ خَيْرُ ٱلْمُنزِلِينَ " - المؤمنون الاية 29 

و قد استند في ذلك أيضا الى قول ابن عباس رضي الله عنه إذا قال " كان مع نوح عليه السلام في السفينة 80 رجلا معهم أهلهم ، و انهم أقاموا في السفينة 150 يوما ،و ان الله تعالى وجه السفينة الى مكة فدارت بالبيت 40 يوما ، ثم وجهها الله الى الجودي فاستقرت عليه فهبط الى أسفل الجودي فابتنى قرية و سماها ثمانين".

و يدعم هذا القول عدة أمور ، أنه جاء في بعض الروايات أن ابراهيم عليه السلام بنى زوايا الكعبة باربعة أحجار ،حجر من حراء ، حجر من ثبير ، حجر من الطور و حجر من الجودي.

- ثالثا : يعتقد الكثيرون أن السفينة رست على فمة جبل أرارات في تركيا على مقربة من الحدود الأرمنية ، لذلك قامت مجموعة من المستكشفين الاجانب و الآسيويين بالصعود الى جبل أرارات، ولقد عثروا على شيء مثير للاهتمام ، فقد زعمت المجموعة أنها عثرت على سفينة قديمة على جبل أرارات ذات حجرات عديدة يقال أنها قد تكون استخدمت للحيوانات التي كانت على متن سفينة نوح !، و قد قامت البعثة بدراسة كربونية لخشب السفينة ، فتبين أن عمره يتخطى 4000 عام ،لذلك تعتقد البعثة أن هذه السفينة هي سفينة نوح عليه السلام بنسبة 99.9% ، و بالمقابل هناك اعتقاد آخر و هو من الصعب العثور على السفينة إن كانت على جبل ارارات و ذلك بسبب تراكم الثلوج ما يعني أنها مدفونة بالاسفل بشكل يصعب الوصول إليه .!

و في تركيا ايضا هناك وجهة أخرى يعتقد البعض ان سفينة نوح موجودة فيها و هي جبل حمرين الذي يعرف أيضا بجبل الجودي و الذي يقع في جنوب شرق تركيا على محاذاة مع الحدود السورية العراقية ، بحيث يقال أنه في عام 1959 تمكن مغامران أمريكيان من اكتشاف آثار اعتقدا انها تعود لسفينة نوح ، موجودة الى الشرق من تركيا ، و ذلك بعد ان ذكر فلاح كردي أن هناك امر غريب بانت ملامحه بعد أن ضرب زلزال هذه المنطقة ، ليتبين لاحقا من الصور أن الاثار تعود لسفينة !، و تم التاكيد على ان موقع السفينة يقع على ارتفاع حوالي 6300 متر فوق مستوى سطح البحر ، و هناك نقطة لابد من تسليط الضوء عليها في هذا السياق ، يقال ان الولايات المتحدة الامريكية تمكنت من خلال الاقمار الصناعية من التقاط صور للسفينة و موقعا في تركيا ، كما يقال أن تم إخفاء موقع السفينة لاسباب سياسية.

اما الرأي العلمي و الذي يتبناه الغالبية  أن هذه السفينة صُنعت من الخشب و الفترة الزمنية الطويلة كفيلة بتحليل كل ذرة من هذه السفينة حتى ولو كانت تحت الماء و بعيدة عن الهواء،لذا موضوع السفينة بحسب هذا الرأي أنتهى.

- موقعها اللغز و ما تنشره المواقع العالمية اليوم عن هذا الموضوع .

هذه النقطة مازالت الى يومنا هذا محل جدل و نقاش ،و لا يزال الملف مفتوحا من كل الباحثين في كل مرة يتم فيها العثور على حطام سفينة أو اجزائها سواءا على اليابسة أو تحت الماء ، كما يطرح على أبرز المواقع الاخبارية العالمية ، و لعل أبرز الاخبار هو المقال الذي طرحته شبكة BBC الاخبارية و التي كشفت فيه عن خبر اكتشاف بقايا سفن جديدة في مدينة "نيسيبار"في بلغاريا ، و نسبت هذه البقايا الى سفينة نوح عليه السلام ، في محاولة لالتقاط طرف الخيط حول أين تقع سفينة نوح الشهيرة و لكن الى الان لا يوجد دليل حسي على أن السفينة لا تزال موجودة.

في الاخير هذا الموضوع هو طرح لكل ما ينشر من محتوى جدلي حول هذا الامر، لتتبين لكم الصورة بشكل واسع،  حتى تفرقوا فيها بين الصحيحة منها و الخيالية او الغير مؤكدة،و يبقى العلم دائما عند الله عز و جل 

---------------

al-tofan-aladim-safinat-nouh