مفهوم العلمانية :
البعض يعتقد أنّ مصطلح العلمانيّة مشتق من كلمة (عِلم Science ) لكن في حقيقة الأمر هي بعيدة كليا عن العِلم و لا علاقة لها بهفالعلمانية عبارةٌ عن أحد أشكال الفلسفات التي وُلدت في كنف الحضارة الغربيّة متأثرة بالنَّصرانيّة فاول ظهور لها كان سنة 1789م في فرنسا ثم انتشرت لتعمّ القارّة الأوروبيّة و منها إلى بقيّة العالم الى ان وصلت الدُّول العربيّة و الإسلاميّة كمصر وإيران وتركيا ولبنان وسوريا.
توجه العلمانية :
بشكل عام العلمانيّة ( بالانجليزية Secularism ) هو توجه فلسفيٌّ للحياة يعمل على مبدأ إقامة دعائم الحياة اليوميّة بعيدًا عن الدِّين ومبادئه وتعاليمه، ويكتفي بالاعتماد على العقل والعِلم البشريّ الذي توصّل له الإنسان عبر الزَّمنلذلك هناك من عرّف العلمانيّة بأنّها الدُّنيويّة أو اللَّادينيّة حيث إنّها تقوم على إقصاء الدِّين من حياة النَّاس لتحلّ محلَّها القوانين الوضعيّة، وقد ساهم العديد من المُفكرين والأدباء في دعم هذا الاتجاه من مختلف العصور
مبادئ و معتقدات العلمانيّة :
تقوم العلمانيّة على عدّة معتقداتٍ وأفكار لعلّ من أبرزها:* وضع حدٍّ فاصلٍ ما بين الدِّين وتعاليمه والدَّولة وشؤون النّاس، وجعل الدِّين مقصورًا على نواحٍ معدودةٍ فقط.
* إنكار وجود الله تعالى من قِبل البعض، والبعض الآخر يؤمن بوجود الله ولكن دون وجود أيّ رابطٍ فيما بين الله والنَّاس.
* تهميش القِيم الرُّوحيّة كالضَّمير والأمانة والصِّدق واعتبارها من القِيم السَّلبيّة، وتعظيم المنفعة الماديّة واعتبار المادة أساس الحياة.
* نشر الرَّذيلة من خلال تقويض دعائم الأُسرة والسَّماح بالإباحيّة في العلاقات.
* محاربة الإسلام ومعتنقيه من خلال: تشويه الإسلام من خلال تشويه سيرة الرَّسول صلى الله عليه وسلم، والشَّك في نبوّته ورسالته
* الطَّعن في القرآن الكريم وتحريف الآيات وتفسيرها بما يتوافق مع مصالحهم.
* إطلاق الحملات بأنّ الإسلام دِينٌ لا يصلح لكل زمانٍ وأنّ زمانه قد انتهى، وأنّ ما تبقّى منه قليلٌ من الشَّعائر والطُّقوس الدِّينيّة
* العمل في كافّة المجالات الأدبيّة والفنيّة والعلميّة على تشويه حضارة الإسلام وتاريخها العظيم، والتَّرويج أنّ الفقه الإسلاميّ في المعاملات والعبادات مستوحىً من القوانين الرومانيّة القديمة.
* الدَّعوة إلى تبرج المرأة وسفورها وتحريرها ممّا يسمونه استعباد الإسلام للمرأة.
ما موقف الإسلام من العلمانيّة
الإسلام يرفض العلمانيّة رفضًا قاطعًا لأنّ الله موجود في السَّماء وعلى اتصالٍ مع الإنسان عن طريق الأنبياء والرُّسل والتَّعاليم الدِّينيّة، ولأنّها لا تولي اهتمامًا بالجانب الرُّوحي للإنسان وتركزّ على الجانب الماديّ، وتفتح الباب واسعًا للانحراف والإلحاد والإباحيّة.___
المصدر بتصرف : موقع موضوع