كيف جاءت تسمية دراكولا - مصاص الدماء – تعرف على القصة الحقيقة لدراكولا ..!!!!




دراكولا شخصية حقيقية

يعتقد الكثيرون بأن دراكولا مصاص الدماء الذي يظهر في أفلام الرعب السينمائية هو مجرد شخصية خيالية لا تمت إلى الواقع بصلة . لكن الحقيقة شيء آخر، فدراكولا حقيقي وقد عاش هذا القاتل الرهيب في رومانيا القرن 15. 

والغريب هو أنه برغم جميع موبقاته وجرائمه، وبرغم شلالات الدم التي أراقها .. برغم ذلك كله .. يعد داركولا بطلا قوميا في نظر أغلب الرومان اليوم، فهو بنظرهم الرجل الذي دافع عن استقلال إقليم والاشيا الروماني ضد المطامع العثمانية والبلغارية.

نسجت حول هذه الشخصية الكثير من الحكايات و نسبت له الكثير من الافعال المرعبه التي نقلته الى عالم الشخصيات الأسطوريه.

فمن هو دراكولا .؟؟ 

ولد (فلاد تيبيس) من اب اسمه دراكول في رومانيا في شهر نوفمبر 1431 م وفي نفس العام تم تعيين أبيه كحاكم عسكري لـ (ترانسلفانيا) من طرف الامبراطور
تم اطلاق اسم (..دراكولا…) عليه نسبة الى والده (..دراكول…) حيث ان كلمة دراكولا تعني (..إبن دراكول..) .

اسره من طرف المسلمين

في عام 1436م ، أصبح والده أميرا على احدى الاقاليم الرومانية الثلاث ، عاش فلاديمير مع والده ست سنوات في القصر الأميري حتى كان العام 1442م حيث تم احتجاز ( دراكولا ) وأخيه الأصغر(.رادو.) كرهائن لدى المسلمين عند السلطان مراد الثاني، بعدما نقض والدهما الولاء للعثمانيين فعاقبوه باحتجاز ولديه دراكولا و رادو.

دراكولا أمضى فترة من شبابه برفقة شقيقه الأصغر رادو في مدينة أدرنه التركية حيث بقيا هناك لأربعة سنوات كرهائن لضمان ولاء والدهما للعثمانيين، هناك تعلما اللغة التركية وتعرفا على التقاليد العثمانية، ويقال بأن دراكولا غالبا ما كان يتعرض للضرب والتعنيف من قبل الأتراك بسبب شخصيته الجريئة والمتحدية، على العكس من شقيقه رادو الذي اندمج كليا مع الثقافة العثمانية فأشهر أسلامه وصار من المقربين إلى السلطان. ويبدو بأن تلك الفترة الصعبة من حياة دراكولا قد أثرت في نفسه كثيرا ولعبت دورا كبيرا في تأصيل كرهه العميق للأتراك.

بقي دراكولا في تركيا حتى عام 1448م بينما بقي أخيه هناك حتى عام 1462م ، و هناك تدربا على السلاح و القتال و شؤون الحرب و اعتنق اخوه الاسلام برضاه اما هو فلا ..

عموما أطلق الأتراك سراحه منذ العام 1447م … حيث أبلغوهما بأن والدهما قد اغتيل في تلك السنة بتخطيط من (فلادسيلاف الثاني) كما علم أيضا عن مقتل أخيه الأكبر بدفنه حيا.


الانتقام لابيه واخيه و توليه الحكم

عندما أصبح فلادتيبيس في السابعة عشر من عمره ، انطلق مدعوما من الباشا مصطفى حسن بقوات من فرسان الأتراك تحركه الرغبة بالانتقام. وقام باحتلال الإقليم الذي تم اغتصابه من والده وحاصر (فلادسيلاف الثاني) لمدة شهرين حتى استطاع هزيمته وقتله. وبهذا تحققت أولى أمنياته وهي الانتقام من قاتل والده.

بدأت بعدها مرحلة الانتقام من قتلة أخيه حيث قام بأسر كل من له علاقة بمقتله مع عائلاتهم ولم يستثن أحدا منهم ، وقام بتعليق كبار السن منهم على الخوازيق و هو اسلوبه الذي اشتهر به عبر التاريخ

ما هو الخازوق 

 الخازوق هو وتد خشبي مدبب الرأس يدفع بالقوة داخل جسد الإنسان، غالبا عبر فتحة الشرج، ثم يرفع ويثبت إلى الأرض بصورة عمودية، فيرتفع المخوزق معه حتى لكأنه جالس فوقه، ويبدأ رأس الخازوق في الغوص داخل جسده أكثر فأكثر بفعل الجاذبية الأرضية، حتى يخترق الأحشاء ويخرج عبر الفم أو الصدر، وتختلف سرعة وقوع الموت بحسب خبرة الجلاد وإتقانه لعمله، فكلما كان رأس الخازوق مدببا ومدهونا أكثر، كلما كان مروره أسرع، وكلما أقبل الموت أبكر.

و كان  من لم يعذبهم يأخذهم و يرحلهم إلى منطقه تبعد خمسون ميلا حيث أمرهم ببناء قلعة عظيمه له ، مات الكثير منهم أثناء بنائها , وتعرف الآن بـ ( قلعة دراكولا).


قلعة دراكولا
قلعة دراكولا


أعمال دراكولا المرعبة

لم يكن دراكولا يكتفي بخوزقة الناس في أدبارهم، وهي الطريقة الشائعة، بل خوزقهم في بطونهم وأقدامهم وأيديهم ورقابهم أيضا، وخوزق بالمقلوب!، أي من الفم إلى الدبر، ولم يستثن من ذلك النساء والشيوخ، ولا حتى الطفل الرضيع. فالرجل كان ساديا مجنونا .. في إحدى المرات أمر بتثبيت عمائم السفراء الأتراك بالخوازيق إلى رؤوسهم لأنهم رفضوا أن يخلعوها احتراما له حين دخلوا بلاطه. وفي مرة اجبر رجل من أعداءه على أكل كبد زوجته المذبوحة!، وكان يروق له أن يطبخ الناس في قدور كبيرة، ويتلذذ بقطعهم إلى نصفين بالسيف وهم أحياء يصرخون.

أما قلعته فكانت مسلخ بشري مجهز بكل ما يخطر على البال من وسائل القتل والتعذيب. كانت مكانا مرعبا لا يتخيل الإنسان رؤيته في أبشع كوابيسه، فزائر تلك القلعة الرهيبة كان عليه أن يجتاز دربا طويلا للوصول إلى قاعة البلاط الرئيسية، وعلى جانبي ذلك الدرب الموحش كانت تنتصب غابتان من الخوازيق يجلس عليها مئات الناس ما بين حي وميت، ومع كل خطوة يخطوها الزائر كانت أنات وتوسلات المخوزقين تشنف آذانه وتملئه رعبا، وهي أصوات كان دراكولا شغوفا بسماعها لأنها بالنسبة أليه كانت أعذب من زقزقة البلابل، ولم يكن يحلو له تناول طعامه إلا وهو يستمع إليها ويمتع ناظريه بمشهد جلاديه وجلاوزته وهم يقومون بتقطيع أوصال الناس وسلخهم أمامه. ويقال بأنه كان يستمتع أحيانا بشرب عدة كؤوس من دماء ضحاياه بعد مزجها بالخمر ولهذا أشتهر بين الناس كمصاص دماء.

كان صارما جدا في تطبيق عقوبة الخازوق ، حيث يطبقها على أي خطأ يرتكبه أحدهم مثل أن يكذب أو يسرق أو حتى يقتل ، فإن مصيره هوالخازوق.وبلغ من شدة صرامته و خوف الناس منه أن وضع كأسا من ذهب في الميدان الرئيسي لعاصمته بدون أي حراسه ليشرب منه المسافرون وعابروا السبيل الماء ، وطبعا لم يجرؤ أي أحد على سرقته طوال فترة حكم دراكولا.


خلاص الفقراء من آلامهم

كان ينظر إلى الفقراء والمشردين على أنهم مجرد لصوص. قام مره بدعوة جميع فقراء مدينته إلى قلعته لحضور وليمة عظيمة أعدها خصيصا لهم ، وطبعا لبى الجميع دعوته حيث أكلوا وشربوا كل ما يشتهون وهم لا يصدقون أعينهم! ، وبعد أن انتهوا من الأكل سألهم دراكولا قائلا: هل تريدون أن تتخلصوا من فقركم وألامكم إلى الأبد؟ , فصاحوا بحماس: نــعــم !! ،فخرج مع جنوده من قلعته وأقفل أبوابها على هؤلاء المساكين ثم أمر جنوده بإيقاد نار عظيمه وحرق كامل القلعة! وبالطبع لم ينج منهم أحد! ، وكانت هذه نهاية مشاكلهم إلى الأبد كما وعدهم دراكولا!!.


مواجهة دراكولا للمسلمين

في عام 1460م أرسل السلطان محمد الفاتح رسالة إلى دراكولا يطالبه بدفع الجزية المتأخرة عليه فرفض دراكولا. و أمر بتسمير عمائم الرسل العثمانيين على رؤوسهم بمسامير من الحديد بعد أن رفضو خلعها في حضرته احتراماً وإجلالاً له.
فأرسل السلطان جيش من الجيوش العثمانية بقيادة حمزة باشا للإقتصاص من دراكولا وقتله ، ولكن هزم دراكولا الجيش العثماني ، ووضع جنوده على الخوازيق وأطولها كان خازوق حمزة باشا نفسه فقد قتل أكثر من 25 ألف تركي مسلم.
بعدها جهز “محمد الفاتح ” جيشاً جراراً قاده بنفسه للقضاء على دراكولا وفتح ” الاشيا ” ، لكن هذه الحملة العسكرية لم تفض إلى شئ ، فدراكولا الخبير بأساليب القتال العثمانية ، فلم يحارب حرب حقيقية ، وإنما لجأ إلى حرب العصوبات ،واسلوب الغارات الليلية والخدع ، حيث كان يستخدم الحرب النفسية ، حيث كان يقيم حولهم غابة كامله من الخوازيق وفوق تلك الخوازيق عشرين اللف انسان اغلبهم جند من العثمانيين.

وقوعه في أسر المجريين

قام السلطان محمد الثاني بتسليم راية المعركه إلى ( رادو ) الأخ الأصغر لدراكولا حيث كان الأتراك يفضلون تسليمه عرش الإقليم بدلا من دراكولا المتمرد عليهم . قام (رادو) بمطاردة أخيه حتى حاصره في قلعه على نهر الأرغيس ، هناك قامت زوجة دراكولا بالانتحار خوفا من وقوعها بالأسر بيد الأتراك حيث رمت بنفسها إلى النهر وغرقت. أما دراكولا فلم يكن من صنف الرجال الذين يستسلمون بسهوله حيث استطاع الهرب عن طريق نفق سري وطرق وعره بين الجبال المحيطه حتى استطاع الوصول إلى (هنغاريا) وقام بطلب المساعده من ملكها (ماثياس كورفينوس) الذي قام بأسره بدل مساعدته !.

كان دراكولا في الأسر يقضي وقته بسلخ الحيوانات حيه أو يضع الطيور على الخوازيق ، فلم يستطع مفارقة عادته المجرمة

كيف كانت نهاية دراكولا ؟.

جلس “ رادو ” على عرش ولاشيا بعد هرب “دراكولا” ، وأرسل للفاتح يبشره بالنصر ، وفجأة توفى “رادو” عام 1475م فأطلق المجريون ” دراكولا” من الأسر ودعموه بقوة من الجيش لاسترداد ولاشيا من العثمانيين وفوراً تحرك الجيش العثماني الرهيب وجرت المعركة بالقرب من بوخارست وأباد الجيش العثماني الجيش المجري عن بكرة أبيه ، وقتل دراكولا في ديسمبر 1476م ، وقام السلطان التركي بغرس رأس دراكولا على رأس رمح وعرضه على الناس حتى يتأكد الجميع من موته ثم دفنت جثته في مكان مجهول في جزيرة (سناجوف).

وفي عام 1897 م ألف الإنجليزي ” برام ستوكر” روايته الشهيرة “دراكولا” مستوحاة من شخصية “فلاد الثالث” وساديته ووحشيته وحبه للدم إذ صور برام ستوكر “دراكولا” على أنه مصاص دماء سادي لا يقاوم شهوته عند رؤية الدم .
___
المصدر : مواقع تعليمية