من هو المتنبي ؟
المصدر : بتصرف من موقع موضوع .
حياة المتنبي :
هو أبو الطيب أحمد بن حسين بن الحسن بن مرّه بن عبد الجبار، اشتهر باسم المتنبي، وُلِدَ في الكوفة في العراق عام 915 م، وهو من أبرز شعراء العصر العباسي إنْ لم يكن أبرزَهم، وهو أحد أشهر شعراء العربية على الإطلاق، يعتبر كثير من النقاد شاعرَ العربية الأوّل على مرِّ العصور، وقد كانَ المتنبي شخصيّة بارزة في أيام حياتِهِ، يفخر بنسبه ومكانته بين الناس، ويفخر بتقرُّبِهِ من الحمْدانيين الذين حكموا في تلك الفترة، فقد كانَ رجلًا ذا شخصية مميزة بين الناس، إلى جانب شاعريته وبلاغته الكبيرة التي تمتع بها، حتّى كان يفخر بنفسه في كثير من قصائده فخرًا لم يكتبْ في جودتِهِ أحدٌ من قبلهِ ولا من بعدِهِ.
وقد اشتهر المتنبي بالحكمة، فُعرفَ أنّه شاعر حكيم يكتبُ أبياتًا من الحكم مبنية على تجاربه في الحياة، فاشتهرت له أبيات لم تزلْ تُتلى على كلِّ لسان في العالم العربي، ولم تزل تتداول بين الناس كالخبز والماء، وعُرفَ أنّه سليط اللسان في الهجاء، وإذا مدح أكرم، وإذا تغزّلَ فقد علا وحلّق في مدى من العطر والبياض، فكانَ شاعرًا بحقٍّ، أبدع في كلِّ أغراض الشعر العربي، ولم يتركْ بابًا شعريًّا إلّا وطرقَهُ وتركَ فيه شعرًا خالدًا على مرِّ العصور.
وقد امتدح المتنبي وأكثَرَ في المديح، فكانَ يمدح سيف الدولة الحمداني، حتّى كان أغلب شعرِهِ في المديح، وهذا عائد لكثرة ملازمته للملوك أيام حياتهِ، وقد استطاع من خلال مديحه لسيف الدولة أن يوطّد العلاقات بينه وبين سيف الدولة مما جعلَهُ مقربًا من سيف الدولة الذي حقق انتصارات عسكرية كبيرة في شمال سورية، مما فتح قريحة المتنبي ليكتب في مديحه أعظم قصائد المديح في الشعر العربي في رأي كثير من النقاد
قصائد المتنبي :
اشتهر المتنبي شهرةً عظيمة، حتّى كانَ ولم يزلْ من أعظم شعراء العربية على الإطلاق، فقد كتبَ وأجاد في كلِّ أغراض الشعر، فأبدع أيما إبداع، وأمتع الناس بالمديح والحكمة والغزل، بالتفصيل في شعرِهِ بحسب الأغراض الشعرية.
قصة موت المتنبي :
بعد الخصام الذي حصل بين المتنبي وسيف الدولة، اضطر المتنبي أنْ يسافر في البلاد ليمدح الملوك ويجني منهم المال لعيشة كريمة، فهاجر المتنبي من حلب إلى مصر ومدح كافورَ الأخشيدي، ثم تخاصم مع كافور فهجاه وهجا مصر هجاءً ثقيلًا، ثم غادر إلى بلاد فارس، وبعدَ انتهاء جولتِهِ، أقبل عائدًا إلى بغداد ولم يأتِ معه أي حرس ليحمونه من قطاع الطرق، جاء هو وابنه محشّد وغلامَهُ فقط، وهو في الطريق اعترضَتْهُ جماعة بقيادة فاتك بن أبي جهل الأسدي، وهو أحد الأشخاص الذين هجاهم المتنبي وأثقل في هجائهم عليهم، وعندما كاد المتنبي أن يفرَّ وينجو بحياتِهِ، اعترضهُ غلام وقال له: .
أتهرب وأنت القائل: الخيل والليلُ والبيداءُ تعرفني ** والسَّيفُ والرُّمحُ والقرطاسُ والقَلَمُ
فعادَ المتنبي للقتال حتّى قُتِلَ على يد تلك الجماعة عام 965م.