هل ترانا نلتقي : ما قصة هذه الانشودة الرائعة المؤثرة التي كتبتها أمينة قطب ؟

هل ترانا نلتقي - محمد رامي





الأنشودة المؤثرة و الرائعة بكلماتها القوية "هل ترانا نلتقي " هي كلمات أمينة قطب -رحمها الله- أداها رامي محمد .لكن قبل ذلك دعونا نتعرف على قصة القصيدة هل ترانا نلتقي :



هل ترانا نلتقي أم أنها كانت اللقيا على أرض السراب.

قصيدة شهيرة ولكن القليل من يعرف قصتها،وكاتبتها أمينة قطب (شقيقة الشهيد سيد قطب رحمه الله)،فهي تروي لنا قصة من روائع القصص،إنها قصة زواج أمينة قطب مع كمال السنانيري التي تبعث على العجب والإجلال فقد تم الرباط ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺣﻴﻦ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﺴﻨﺎﻧﻴﺮﻱ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺴﺠﻦ.

ﺗﻘﻮﻝ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺃﻣﻴﻨﺔ : ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺑﺎﻁ ﻗﻤﺔ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﻟﻠﺤﺎﻛﻢ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺍﻟﻄﺎﻏﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺮﺭ ﺃﻥ ﻳﻘﻀﻲ ﻋﻠﻰ ﺩﻋﺎﺓ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﺎﻟﻘﺘﻞ ﺃﻭ ﺍﻹﻫﻼﻙ ﺑﻘﻀﺎﺀ ﺍﻷﻋﻤﺎﺭ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺴﺠﻮﻥ، ﻟﻘﺪ ﺳﺠﻦ ﺍﻟﺪﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﺴﻨﺎﻧﻴﺮﻱ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1954 ﻡ، ﻭﻗُﺪِّﻡ ﺇﻟﻰ ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ ﺻﻮﺭﻳﺔ ﻣﻊ رفاقه ﻷﻧﻬﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺭﺑﻨﺎ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﺣﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻹﻋﺪﺍﻡ، ﺛﻢ ﺧﻔﻒ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺷﻐﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﻗﺔ ﺍﻟﻤﺆﺑﺪﺓ ‏(25 ﻋﺎﻣﺎً‏) ﺛﻢ ﻳُﻌﺎﺩ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﻞ،ﻭﺑﻌﺪ ﻣﺮﻭﺭ ﺧﻤﺲ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺧﺮﺝ ﻟﻴﺪﺧﻞ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﺍﻟﺴﺠﻦ، ﻭﻓﻴﻬﺎ ﻗﺎﺑﻞ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ " ﺳﻴﺪ ﻗﻄﺐ "، ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺎﻟﺞ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ، ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻃﻠﺐ " ﺍﻟﺴﻨﺎﻧﻴﺮﻱ " ﻳﺪ " ﺃﻣﻴﻨﺔ " ﻣﻦ ﺃﺧﻴﻬﺎ " ﺳﻴﺪ قطب" ، ﻭﺑﻌﺪ ﻋﺮﺽ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺍﻓﻘﺖ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﻄﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺑﻤﺎ ﺗﻤﺘﺪ ﻓﺘﺮﺗﻬﺎ ﻟﺘﺴﺘﻤﺮ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻋﺎﻣًﺎ.

ﻫﻲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﺒﺎﻗﻴﺔ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺨﻄﻴﺐ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪ ﺣﺘﻰ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﻣﺤﺒﺴﻪ ﺍﻟﻈﺎﻟﻢ، ﻭﺗﻢ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ، ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺑﻘﺎﺀ ﺍﻟﻌﺮﻳﺲ ﺧﻠﻒ ﺍﻷﺳﻮﺍﺭ ﺍﻟﻤﻈﻠﻤﺔ، ﻭﻛﺄﻥ " ﺃﻣﻴﻨﺔ " ﺑﺬﻟﻚ ﺗﻌﻠﻤﻨﺎ ﻣﻌﺎﻧﻲ ﻛﺜﻴﺮﺓ؛ ﺗﻌﻠﻤﻨﺎ ﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﺍﻟﻔﺮﻳﺪﺓ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺷﺎﺑﺔ ﻭﻟﻢ ﻳﻔﺮﺽ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﺣﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ، ﺇﻧﻬﺎ إبنة 20 ﻋﺎﻣًﺎ، ﻟﻴﺴﺖ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻳﻮﻣًﺎ ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺷﻬﺮًﺍ.

ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺍﻟﻌﻄﻮﻑ ﻳﻜﺮﻩ ﻟﻬﺎ ﻏﺒﻨًﺎ ﺃﻭ ﻇﻠﻤًﺎ، ﻓﺎﺭﺳﻞ ﻟﻬﺎ : " ﻟﻘﺪ ﻃﺎﻝ ﺍﻷﻣﺪ ،.ﻭﺃﻧﺎ ﻣﺸﻔِﻖٌ ﻋﻠﻴﻚ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻨﺎﺀ، ﻭﻗﺪ ﻗﻠﺖ ﻟﻚِ ﻓﻲ ﺑﺪﺀ ﺍﺭﺗﺒﺎﻃﻨﺎ ﻗﺪ ﻳُﻔﺮَﺝ ﻋﻨﻲ ﻏﺪًﺍ، ﻭﻗﺪ ﺃﻣﻀﻲ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ ﺍﻟﺒﺎﻗﻴﺔ ﺃﻭ ﻳﻨﻘﻀﻲ ﺍﻷﺟﻞ، ﻭﻻ ﺃﺭﺿَﻰ ﺃﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﻋﻘﺒﺔً ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﺳﻌﺎﺩﺗﻚ، ﻭﻟﻚِ ﻣﻄﻠَﻖ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺗﺘﺨﺬﻱ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﻨﻪ ﺻﺎﻟﺤًﺎ ﻓﻲ ﺃﻣﺮِ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻚ ﻣﻦ ﺍﻵﻥ، ﻭﺍﻛﺘﺒﻲ ﻟﻲ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻘﺮُّ ﺭﺃﻳُﻚ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻳﻮﻓﻘﻚ ﻟﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺨﻴﺮ".

ﻭﻭﺻﻞ ﺭﺩ " ﺃﻣﻴﻨﺔ " ﻓﻲ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺗﻨﺒﺊ ﻋﻦ ﻛﺮﻳﻢ ﺃﺻﻠﻬﺎ، ﺟﺎﺀ ﻓﻴﻬﺎ : " ﻟﻘﺪ ﺍﺧﺘﺮﺕ ﺃﻣﻼً ﺃﺭﺗﻘﺒﻪ، ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﻭﺍﻟﺠﻨﺔ، ﻭﺍﻟﺜﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺔ، ﻭﺍﻹﺻﺮﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻌﺎﻫﺪﻧﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻌﻘﻴﺪﺓ ﺭﺍﺳﺨﺔ ﻭﻳﻘﻴﻦ ﺩﻭﻥ ﺗﺮﺩﺩ ﺃﻭ ﻧﺪﻡ ."

ﻭﻣﺮﺕ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ 17 ﻋﺎﻣًﺎ، ﺧﺮﺝ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﻓﺮﺝ ﻋﻨﻪ ﻋﺎﻡ 1976 ﻡ، ﻟﻴﻮﺍﺻﻞ ﻣﻊ " ﺃﻣﻴﻨﺔ " ﺍﻷﻣﻴﻨﺔ والوفية ﺭﺣﻠﺔ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﻭﺍﻟﻜﻔﺎﺡ، ﻭﺗﻢَّ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ، ﻭﻋﺎﺷﺖ ﺃﻣﻴﻨﺔ ﻣﻌﻪ ﺃﺣﻠﻰ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻌﻤﺮ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻣﻦ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ﺳﻨﺔ 1981 ﻡ ﺍﺧﺘُﻄﻒ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﻴُﻮﺩﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦ، ﻭﻳﺒﻘﻰ ﻓﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﻠﻘﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺷﻬﻴﺪﺍً ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﻭﻫﻮﻝ وقسوة ﻣﺎ ﻻﻗﺎﻩ ﻣﻦ ﺗﻌﺬﻳﺐ ﻓﻲ 6 ﻣﻦ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﺳُﻠِّﻤﺖ ﺟﺜﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺫﻭﻳﻪ ﺷﺮﻳﻄﺔ ﺃﻥ ﻳﻮﺍﺭﻯ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﺩﻭﻥ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﻋﺰﺍﺀ، ﻭﻇﻠﺖ " ﺃﻣﻴﻨﺔ " ﺗﻌﻴﺶ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ، ﺫﻛﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺤﺐ ﻭﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﻭﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﻭﺍﻹﺧﻼﺹ، ﻭﻛﺘﺒﺖ ﻓﻲ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﻣﺘﺴﺎﺀﻟﺔ و ﺑﻠﻮﻋﺔ ﺑﻌﺪ ﻓﺮﺍﻗﻪ :


كلمات الانشودة هل ترانا نلتقي.؟


هل ترانا نلتقي أم أنها - كانت اللقيا على أرض السراب
ثم ولت وتلاشى ظلها - واستحالت ذكريات للعذاب

هكذا يسأل قلبي كلما - طالت الأيام من بعد الغياب
فإذا طيفك يرنو باسماً - وكأني في استماع للجواب

أولم نمضي على الحق معاً - كي يعود الخير للأرض اليباب
فمضينا في طريق شائك - نتخلى فيه عن كل الرغاب

ودفنا الشوق في أعماقنا - ومضينا في رضاء واحتساب
قد تعاهدنا على السير معاً - ثم آجلت مجيباً للذهاب

حين نادني رب منعم -  لي حياتي في جنان ورحاب
ولقاء في نعيم دائم  - بجنود الله مرحا للصحاب

قدموا الأرواح والعمر فدا - مستجيبين على غير ارتياب
فليعد قلبك من غفلاته - فلقاء الخلد في تلك الرحاب

أيها الراحل عمراً في شكاتي - فإلى طيفك أنات عتاب
قد تركت القلب يدمي مثقلاً - تائهاً في الليل في عمق الضباب

وإذا أطوي وحيداً حائراً  - أقطع الدرب طويلاً في اكتئاب
وإذا الليل خضم موحش - تتلاقى فيه أمواج العذاب

لم يعد يبرق في ليلي سنا - قد توارت كل أنوار الشهاب
غير أني سوف أمضي مثلما - كنت تلقاني في وجه الصعاب

سوف يمضي الرأس مرفوعاً فلا - يرتضي ضعفاً بقول أو جوابي
سوف تحدوني دماء عابقات -  قد أنارت كل فج للذهاب

الاستماع المباشر لانشودة هل ترانا نلتقي : 




التحميل المباشر للانشودة 

_____________
hal-torana-naltaki
المصدر : طريق الاسلام