سر السعادة : أطول دراسة علمية في العالم استغرقت 80 عاما .. هذا ما خلصت اليه !!

دراسة عليمية استغرقت 80 عام حول دراسة سر السعادة

بجامعة"هارفارد، كلية الطب " شاركت أجيال مستمرة من العلماء في واحدة من أطول الدراسات في العالم على مدار أكثر من 80 عاما ،بدأت الدراسة عام 1938 و هي مستمرة حتى اليوم.

 

ظروف النشأة وتجارب الحياة

و كان مضمون الدراسة معرفة كيف تؤثر ظروف النشأة وتجارب الحياة في نمو البالغين وصحتهم وسعادتهم، و ذلك عبر تتبع حياة 268 شخصا، لا يزال عدد منهم على قيد الحياة رغم بلوغهم التسعين من العمر.
توصل العلماء بعدها إلى خلاصة مفادها أن العلاقات الاجتماعية الجيدة هي ما يجعلنا أكثر سعادة وأفضل صحة ،وليس المال والشهرة، . وأكدوا أن دور عامل الوراثة في طول العمر كان أقل أهمية من مستوى جودة العلاقات الاجتماعية، 
كما أن  شخصية الإنسان تتشكل وتتجمد في سن الثلاثين، ولا يمكن تغييرها، كما أن الاكتئاب الشديد يمكن أن يأخذ أناسا بدؤوا حياتهم نجوما، ليتركهم في النهاية حطاما".

الأسرة والأصدقاء أولا

المعالج النفسي روبرت والدينجر-البروفسور بجامعة هارفارد- في محاضرة قدمها على منصة "تيد" TED، وشاهدها أكثر من 15 مليونا، أخبرنا فيها أن " دراسة أجريت مؤخرا على مجموعة من الشباب سئلوا فيها عن أهم أهداف حياتهم، فأجاب أكثر من 80% منهم أن هدفهم هو المال والثراء ".
ثم تساءل ..: ( لكن ماذا لو كان بإمكاننا مراقبة حياة بأكملها وهي تتشكل مع مرور الوقت..؟ ماذا لو كان باستطاعتنا دراسة الناس من سن المراهقة إلى سن الشيخوخة، لمعرفة ما يجعلهم سعداء وبصحة جيدة..؟).

أجاب البروفيسور :  "في دراسة هارفارد لتطوير حياة البالغين، تابعنا المراهقين حتى كبروا وأصبحوا بالغين، وخاضوا تجارب مختلفة في الحياة، وشغلوا جميع أنواع الوظائف، وأصبح أحدهم رئيسا للولايات المتحدة، كما تعاطى بعضهم الكحول وعانى آخرون من انفصام الشخصية، وصعد البعض السلم الاجتماعي من أسفل إلى أعلى !!!".

وشدد على الجهد البحثي المبذول بالقول "أجرينا مقابلات في بيوتهم، واطلعنا على سجلاتهم الطبية، وأجرينا فحوصا لدمائهم ومسحا لأدمغتهم، وتحدثنا إلى عائلاتهم، وأعددنا عشرات الآلاف من الصفحات"، لتظهر دراساتنا مرارا أن السر ليس في الثروة أو الشهرة، بل تثبت أن "المهتمين بالعلاقات الجيدة مع الأسرة والأصدقاء والمجتمع كانوا الأفضل حظا". ولتكون أوضح رسالة حصلنا عليها بعد دراسة امتدت ثمانية عقود "أن العلاقات الاجتماعية الجيدة تجعلنا أكثر سعادة وأكثر صحة".

ثلاثة دروس

ذكر البروفيسور "والدينجر" في محاضرته أهم ثلاث خلاصات للدراسة على مدار عقودها الثمانية، وهي:

* أهمية العلاقات الاجتماعية لصحتنا العقلية : 

فمن لديهم أصدقاء جيدون يستطيعون الاعتماد عليهم وقت الحاجة، يحظون بذاكرة جيدة. وقد ثبت أن الأكثر عزلة هم الأقل سعادة وتراجعا في صحتهم وأداء أدمغتهم ويعيشون حياة أقصر، أما المرتبطون بدفء الأسرة والأصدقاء والمجتمع، فهم أكثر صحة وسعادة وأطول عمرا.

* العيش في صراع يدمر الصحة: 

لأن الأسرة كثيرة الصراعات تكون قليلة المودة، ودوام الصراع في العلاقات الزوجية أخطر على الصحة من الطلاق نفسه. كما أن الأزواج الأكثر سعادة لم تنل الأزمات المادية من سعادتهم.

* ليس الكوليسترول وحده هو المقياس: 

فبعد تتبع الرجال حتى عمر الثمانين، لم تكن مستويات الكوليسترول لديهم هي المقياس الصحيح للإجابة على تنبؤات من قبيل من سيكبر سعيدا ويصبح في صحة جيدة، ومن لن يكون كذلك، بل مستوى جودة علاقاتهم الاجتماعية ومدى رضاهم عنها كان هو المعيار الأدق، فمن كانوا أكثر ارتياحا ورضا في علاقاتهم في سن الخمسين، كانوا أكثر صحة في سن الثمانين.

- 3 نصائح عملية مهمة جدا يختم بها البروفيسو، هي:

* استبدال الوقت أمام التلفاز أو الإنترنت بالوقت مع الناس.
* ابعث النشاط في الصداقات القديمة عبر تمشية أو دعوة على العشاء أو نزهة ليلية.
* التواصل مع أفراد الأسرة الذين انقطعت العلاقات معهم منذ سنوات، فالنزاعات العائلية تسبب خسائر فادحة جراء الأحقاد. والحياة أقصر من أن تتسع لمزيد من الخصومات والاعتذارات والانتقام، لكن يوجد متسع من الوقت للمحبة فقط.


الفيديو التالي هو المحاضرة التي القاها البروفيسور - روبرت والدينجر -

حتى تظهر لك الترجمة بالاسفل يجب ان تكون مسجلا للدخول الى حسابك google و سيحدد لك اللغة المناسبة حسب اللغة التي تستخدمها على Google 




- حول الدراسة

– في مراحل تالية شملت الدراسة ذرية المشاركين الأوائل، والبالغ عددهم الآن 1300، ليصبحوا الجيل الثاني فيها.
وفي سبعينيات القرن الماضي، ضمت الدراسة 456 من سكان الأحياء الفقيرة في مدينة بوسطن، ومنذ أكثر من عقد من الزمان بدأ الباحثون إدراج الزوجات في الدراسة.
وكان الرئيس الأميركي جون كينيدي، ورئيس تحرير صحيفة واشنطن بوست الصحفي المخضرم بن برادلي، من أشهر طلاب هارفارد الذين شاركوا في الدراسة منذ انطلاقها.
وكان البروفيسور كلارك هيث هو أول من تولى الإشراف على الدراسة، وظل يقودها حتى 1954، تبعه الدكتور تشارلز ماكارثر حتى عام 1972، ثم الدكتور جورج فيلانت حتى عام 2002، وصولا إلى المشرف الرابع على الدراسة الدكتور روبرت والدينجر، الذي ما زال مشرفا عليها حتى يومنا هذا، ويأمل في توسيعها لتشمل الجيلين الثالث والرابع.
-----------
المصدر :www.aljazeera.net